2021-04-15 17:28:32 | ||
الباب التاسع |
كفر من والى اليهود والنصارى والمشركين قال الله - سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[89]. فالولاية تعني الطاعة والتبعية والمحبة، وهي عكس العداوة لقوله سبحانه: (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ﴾[90]. وإن من موالاة المشركين: شهود أعيادهم، وأكل ذبائحهم التي تنحر فيها، والله سبحانه يقول: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ... الآية﴾ [91]. أي شهود أعياد المشركين في معنىً آخر للآية. وكذلك حبهم ومودتهم ومداهنتهم والتودد إليهم، والله سبحانه يقول: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ... الآية﴾[92]. وقال سبحانه وتعالى: (هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ ... الآية﴾[93]. وإن من موالاتهم: تزويجهم والتزوج منهم، والله سبحانه يقول: (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ﴾[94] وقد استثنى الإسلام من ذلك الزواج من الكتابية، ولها الخيار أن تُسْلِمَ أو تبقى على دينها. واعلم - رحمك الله - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن مبادرتهم بالسلام بقوله: ((لا تبدءُوا اليهود والنصارى بالسلام))[95]. وقد نهى الشرعُ عن التشبه بهم والتَّزَيِّي بِزِيِّهِم. وقد نهى الله سبحانه عن اتخاذهم بِطانة بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْْ ... الآية ﴾[96]. كما لا يجوز الاستغفار لهم؛ لقوله سبحانه: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى ... الآية﴾[97]. وإن من المـوالاة لغير الله سبحانه: العصبية القومية والقبلية التحاب والتخاصم فيها، وموالاة العشـيرة وشيخها الذي لا يحكم بما أنزل الله، والذي يُعَدُّ هو نفسه طاغـوتًا، والله سبحانه يقول: (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ ... الآية﴾[98]. وقد نهى صلى الله عليه وسلم أن يورِّث المشرك أو يورَّث بقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم))[99]. وقوله تعالى: (وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ... الآية) سورة الأنفال 72 أي: وجوب المفاصلة. وقد ذكر ابن القيم في قدوم وفد بني المنتفق على رسول الله ان لقيط قال قلت يا رسول الله علام أبايعك ؟ فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة و زيال المشرك ....... الحديث بطوله في كتاب زاد المعاد . زيال المشرك : مفارقته ومعاداته فلا تجاوره ولا تواله وقيل حتى لا تراءى ناراهما. وخلاصة القول: أن موالاة المشركين تُحدث مفسدة في تغيير الاعتقاد عند المسلمين، وهو أعظم ضررًا من أن يكفر الفرد بنفسه. -------------------------- [89] سورة المائدة، الآية: 51. [90] سورة آل عمران، الآية: 28. [91] سورة الفرقان، من الآية: 72. [92] سورة المجادلة، الآية: 22. [93] سورة آل عمران، الآية: 119. [94] سورة البقرة، من الآية: 221. [95] رواه مسلم. [96] سورة آل عمران، من الآية: 118. [97] سورة التوبة، من الآية: 113. [98] سورة آل عمران، من الآية: 111. [99] متفق عليه. admin |